اسباب الشفة الارنبية وكيف يتم علاجها؟

الشفة الأرنبية تُعد واحدة من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً التي تصيب الأطفال عند الولادة، وقد تترك تأثيراً يتجاوز الجانب الجمالي إلى التأثير على النطق، التغذية، وحتى الصحة النفسية. يثير هذا التشوه تساؤلات كثيرة لدى الأهل، خاصة حول أسبابه وطرق علاجه. هل يتعلق الأمر بعوامل وراثية أم بيئية؟ وكيف يمكن أن يُعيد الطب الحديث الابتسامة إلى وجوه الأطفال المصابين؟

في هذا المقال على موقع دكتور خالد صلاح، نسلط الضوء على اسباب الشفة الارنبية وأحدث الأساليب الطبية والجراحية التي تمثل طوق النجاة لعلاج هذا التشوه واستعادة الثقة بالنفس لدى المرضى. إذا كنت تبحث عن معلومات شاملة ومدعومة علمياً، فهذا المقال هو وجهتك.

ما اسباب الشفة الارنبية؟ اسباب الشفة الارنبية

تُعد الشفة الأرنبية لحديثي الولادة من التشوهات الخلقية التي تنشأ نتيجة عدم اكتمال اندماج الأنسجة المكونة للشفة العلوية أو سقف الفم خلال الأسابيع الأولى من الحمل. ولكن ما الذي يؤدي إلى هذه الحالة؟، تتنوع الأسباب بين عوامل وراثية وأخرى بيئية، مما يجعل معرفة هذه الأسباب خطوة أساسية للوقاية والحد من احتمالية حدوثها.

العوامل الجينية

  • التاريخ العائلي: إذا كان أحد الوالدين أو أفراد العائلة قد عانى من شقوق في الشفة أو الحلق، فإن احتمالية إصابة الطفل تزداد.
  • زواج الأقارب: يُعتبر زواج الأقارب من أهم العوامل التي تسهم في نقل الجينات المسببة لهذه الحالة.

دكتور خالد صلاح يوضح مخاطر الاحليل السفلي ويقدم خطط علاج دقيقة لتجنب أي تعقيدات مستقبلية.

العوامل البيئية

  • التدخين والكحول: الأمهات المدخنات أو اللواتي يتناولن الكحوليات أثناء الحمل يعرّضن أجنتهن بشكل أكبر للإصابة بالشفة الأرنبية والشق الحلقي.
  • تناول الأدوية أثناء الحمل: بعض الأدوية، مثل أدوية الصرع أو الأدوية الاسترويدية، قد تؤثر على تطور الجنين.
  • داء السكري: الأمهات المصابات بالسكري قبل الحمل لديهن فرصة أكبر لإنجاب أطفال يعانون من هذه التشوهات.
  • السمنة أثناء الحمل: زيادة وزن الأم بشكل كبير خلال الحمل يرتبط بارتفاع نسبة الإصابة.
  • نقص حمض الفوليك: عدم حصول الأم على كميات كافية من حمض الفوليك، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، يعد عاملاً مهماً في ظهور هذه التشوهات.

إن الشفة الأرنبية والشق الحلقي ليسا نتيجة سبب واحد، بل مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. لذا، فإن الحفاظ على نمط حياة صحي أثناء الحمل، والالتزام بتوصيات الطبيب، قد يقللان من خطر الإصابة ويوفّران للجنين فرصة أكبر للنمو السليم.

علاج الشفة الأرنبية

يهدف علاج الشفة الأرنبية إلى تحسين جودة حياة الطفل، من خلال استعادة قدرته على الأكل والبلع، وتحسين السمع، والنطق، بالإضافة إلى استعادة مظهر طبيعي يعزز ثقته بنفسه. تحقيق هذا الهدف يتطلب خطة علاجية متكاملة تشمل فريقاً متعدد التخصصات، يضم:

  • طبيب أطفال.
  • جراح وجه وفكين.
  •  طبيب أسنان أطفال.
  • اختصاصي سمعيات.
  • اختصاصي تقويم الأسنان.
  • طبيب تخاطب.
  • استشاري نفسي.

يمثل التدخل الجراحي حجر الزاوية في علاج الشفة الأرنبية والشق الحلقي، ويتم تنفيذه على مراحل مدروسة:

  • إصلاح الشفة الأرنبية: تُجرى الجراحة في عمر 3-6 أشهر، حيث يقوم الجراح بإغلاق الشق وتحسين مظهر الشفة.
  • إصلاح الشق الحلقي : يتم علاج الحلق المشقوق عند إتمام الطفل عامه الأول أو قبل ذلك بقليل، لضمان تحسين وظائف البلع والنطق في الوقت المناسب.
  • الجراحات التجميلية التكميلية: تبدأ هذه العمليات التجميلية في عمر سنتين وتستمر حتى سنوات المراهقة الأولى، لتحسين مظهر الوجه وتعزيز وظيفة الأنسجة المصابة.

بعد الجراحة، يحتاج الطفل إلى متابعة شاملة تشمل:

  • جلسات تخاطب: لتحسين النطق ومعالجة أي صعوبات لغوية.
  • تأهيل نفسي: لدعم الطفل في التكيف مع المجتمع والتعامل مع أثر الحالة.
  • علاج الأسنان وتقويمها: لضمان نمو الأسنان بشكل صحي وسليم.

مع خبرة طويلة ونجاحات متكررة في علاج الشفة الأرنبية والشق الحلقي، يضمن د. خالد صلاح توفير رعاية متكاملة ومخصصة لكل حالة. بفضل مهارته وفريقه الطبي المتخصص، يُقدم الدكتور أفضل الحلول الجراحية والتأهيلية لضمان صحة الطفل ونموه بشكل طبيعي، مع دعم مستمر للأهل في كل خطوة على الطريق.

عملية علاج الشفة الأرنبية 

تُجرى عملية علاج الشفة الأرنبية تحت تأثير التخدير الكلي، مما يعني أن الطفل لن يشعر بأي ألم أو يحس بأي شيء خلال الجراحة. تبدأ العملية بإجراء شقين على جانبي المنطقة المصابة. بعد ذلك، يقوم الطبيب باستخدام طيات الأنسجة بشكل دقيق، ثم يتم خياطتها معًا لتغلق الشق. في بعض الحالات، يتطلب الأمر إعادة تشكيل بعض العضلات الخاصة بالشفة أو الحلق لضمان إغلاق الشق بشكل متقن وتحقيق أفضل النتائج الجمالية والوظيفية.

العملية تتم بحذر واحترافية لضمان أن الطفل لا يشعر بالألم، ويتم إغلاق الشق بشكل آمن يساعد على تحسين المظهر الجمالي للطفل، إضافة إلى استعادة وظائف الأكل والبلع والنطق.

الشفة الأرنبية قبل وبعد الجراحة

تتفاوت ملامح الشفة الأرنبية بشكل ملحوظ قبل وبعد إجراء الجراحة التجميلية. قبل العلاج، تظهر الشفة بتشقق أو فجوة تؤثر على المظهر العام وتؤدي إلى صعوبة في وظائف حيوية مثل الرضاعة أو النطق. ولكن بعد الخضوع للجراحة، يتغير شكل الشفة بشكل كامل ويصبح طبيعيًا للغاية.

تعتمد عمليات علاج الشفة الأرنبية على إغلاق الشق باستخدام خيوط جراحية دقيقة، بحيث يتم توصيل جزئي الشفة معًا بشكل يضمن تماسك الأنسجة. بعد فترة التعافي، يُلاحظ تحسن ملحوظ في المظهر الوظيفي للطفل، حيث يتمكن من الرضاعة والتحدث بشكل طبيعي، مما يعكس فاعلية الجراحة في استعادة الشكل والوظائف الحيوية بشكل كامل.

أنواع الشفة الأرنبية

تتنوع أشكال شقوق الشفة والحلق من حالة إلى أخرى، ويمكن أن تظهر بعدة صور تختلف في شدتها وتأثيرها على الطفل. ومن أبرز هذه الصور:

شق في الشفة والحلق معاً: يظهر هذا النوع كشق يمتد على أحد جانبي الوجه أو كليهما، يبدأ من الشفة العلوية وقد يصل إلى سقف الحلق.

شق صغير في الشفة: قد يكون هذا الشق محدوداً ولكنه يمتد أحياناً عبر اللثة والحلق ليصل إلى أسفل الأنف، مما يؤثر على الشكل الخارجي ووظائف الفم.

شق في الحلق فقط: في بعض الحالات، يظهر الشق في سقف الحلق دون أن يكون واضحاً خارجياً، مما يجعل اكتشافه أصعب.

شق في الحلق الرخو: وهو حالة نادرة يظهر فيها الشق في الحلق الرخو الموجود في نهاية سقف الفم. قد لا يتم تشخيصه عند الولادة، إلا أن أعراضه تبدأ في الظهور مع نمو الطفل وتشمل:

  • صعوبة تناول الطعام، حيث يجد الطفل صعوبة في الرضاعة أو تناول الأطعمة الصلبة.
  • مشاكل في البلع، قد يؤدي ذلك إلى خروج السوائل من الأنف أثناء الشرب.
  • تغير مخارج الحروف، يتأثر النطق، خاصة مع الحروف التي تتطلب غلقاً كاملاً لسقف الحلق.
  • التهابات الأذن المزمنة، نتيجة للخلل في وظيفة الحلق التي تؤثر على التهوية الطبيعية للأذن.

فهم مظاهر هذه الشقوق يساعد الأطباء والأهل على تحديد العلاج المناسب في الوقت المناسب، سواء كان جراحياً أو تأهيلياً لتحسين جودة حياة الطفل.

أعراض الشفة الأرنبية عند الأطفال اسباب الشفة الارنبية

تتعدد الأعراض التي قد تشير إلى وجود الشفة الأرنبية عند الأطفال، وتختلف شدة تأثيرها من حالة لأخرى. من أبرز هذه الأعراض والعلامات:

  • افتقاد أو زيادة عدد الأسنان: قد يلاحظ الوالدان وجود مشاكل في نمو الأسنان لدى الطفل، مثل فقدان بعض الأسنان أو زيادة عددها في أماكن غير معتادة.
  • خروج الحليب من أنف الطفل أثناء الرضاعة: يعتبر خروج الحليب من الأنف أثناء الرضاعة من الأعراض المميزة للشفة الأرنبية، حيث يصعب على الطفل الامتصاص بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تسرب الحليب.
  • مشاكل في النطق: يعاني بعض الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية من صعوبة في النطق، ويبدو الصوت وكأن الطفل يتحدث من أنفه، مما يؤثر على وضوح الكلام.
  • العدوى المتكررة في الأذن الوسطى: تتكرر إصابة الأطفال الذين يعانون من الشفة الأرنبية بعدوى في الأذن الوسطى أو قناة استاكيوس، مما قد يؤدي إلى مشكلات في السمع إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب. 

إذا لاحظت هذه الأعراض على طفلك، يُنصح باستشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

ما أضرار الشفة الأرنبية؟

تؤثر الشفة الأرنبية والشق الحلقي على عدة جوانب من حياة الطفل، وتختلف حدة المضاعفات بناءً على موقع الشق وحجمه. ومن أبرز هذه المضاعفات:

التغذية وصعوباتها

يعاني الأطفال المصابون بالشفة الأرنبية من صعوبة في الرضاعة، لكن يمكن التغلب عليها باستخدام زجاجات مخصصة، الأطفال الذين يعانون من شقوق في الحلق يواجهون مشكلات أكثر تعقيداً بسبب تسرب الطعام أو الحليب من الأنف، ما يجعل الرضاعة الطبيعية أو الصناعية تحدياً.

مشكلات السمع وعدوى الأذن

تراكم السوائل في الأذن الوسطى شائع بين الأطفال المصابين بشقوق الحلق، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الأذن المزمنة، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان السمع إذا لم يتم علاجه بفعالية.

اضطرابات نمو الأسنان

إذا امتد الشق عبر اللثة العلوية، فإنه يؤثر على نمو الأسنان، حيث قد تظهر الأسنان بشكل غير منتظم أو تتأخر في البزوغ، مما يستلزم التدخل الطبي.

صعوبة النطق

يلعب الحلق دوراً حيوياً في إنتاج الأصوات، ولذلك فإن شقوق الحلق تؤدي إلى مشاكل في النطق. قد يظهر صوت الطفل وكأنه “خنف”، أو يتحدث من أنفه، ما يؤثر على وضوح حديثه وتواصله مع الآخرين.

التأثير النفسي والاجتماعي

الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة قد يواجهون تحديات نفسية، حيث يشعرون بالاختلاف عن أقرانهم بسبب مظهرهم أو صعوباتهم في الكلام. قد يؤدي هذا إلى فقدان الثقة بالنفس وصعوبة التكيف مع البيئة الاجتماعية.

التدخل الطبي المبكر، سواء كان جراحياً أو تأهيلياً، إلى جانب الدعم النفسي، يساعد بشكل كبير في الحد من هذه المضاعفات وتحسين جودة حياة الطفل.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بشق الشفة ؟

يُعد شق الشفة من الحالات التي قد تثير قلق الأبوين، خاصة إذا كان لديهما طفل مصاب بهذه الحالة. وعلى الرغم من أنه لا يمكن منع الإصابة تمامًا، فإن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية يمكن أن يقلل من احتمالية حدوثها ويهيئ الأبوين لتفهم الوضع والتعامل معه بشكل أفضل. تشمل هذه الإجراءات:

 تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية اللازمة أثناء الحمل: يعد حمض الفوليك من أهم الفيتامينات التي تساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالتشوهات الخلقية، بما في ذلك شق الشفة أو الحلق. لذا، ينصح الأطباء بتناوله خلال الأشهر الأولى من الحمل.

الابتعاد عن التدخين والكحوليات: التدخين الإيجابي أو السلبي، وكذلك استهلاك الكحول، يمكن أن يزيد من خطر حدوث الشقوق الخلقية. الامتناع عن هذه العادات أثناء الحمل ضروري لصحة الجنين.

إجراء الفحوص الجينية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بشقوق الشفة أو الحلق، يُفضل أن يخضع الأبوين لفحص الجينات قبل التخطيط للحمل. يساعد هذا في تقييم احتمالية انتقال هذه الحالة إلى الأبناء وتقديم المشورة الطبية المناسبة.

هذه الخطوات الوقائية لا تضمن الحماية الكاملة، لكنها تُعد أساسًا لتقليل المخاطر وتعزيز صحة الطفل في المستقبل.

العمر المناسب لعملية الشفة الأرنبية

يعد العمر المثالي لإجراء عملية تصحيح الشفة الأرنبية هو ما بين 1 إلى 3 أشهر من عمر الطفل، حيث تتيح هذه الفترة للطبيب التدخل بشكل فعال وتقليل المضاعفات المحتملة. أما بالنسبة لعمليات تصحيح شق سقف الحلق، فيتم تنفيذها عادة في فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر.

هذا التوقيت يُعتبر الأمثل، حيث يساهم في تقليل المخاطر وتحسين عملية تغذية الطفل بشكل طبيعي، بالإضافة إلى دعم تطور قدراته في النطق والكلام بشكل سليم.

نسبة نجاح عملية الشفة الأرنبية

تتمتع عمليات تصحيح الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق بنسبة نجاح مرتفعة تصل إلى 95% أو أكثر، مما يجعلها من العلاجات الفعالة للغاية. ولكن، تُعتبر النتائج النهائية مرتبطة بعدة عوامل رئيسية، مثل شدة الحالة، مهارة الجراح، ومدى الالتزام بالعناية اللازمة بعد الجراحة. في بعض الحالات، قد يستلزم الأمر إجراء عمليات متابعة إضافية لضمان تحسين النتائج سواء من الناحية الجمالية أو الوظيفية، وذلك لتحقيق أفضل استفادة ممكنة للطفل.

ما هي مكونات الشفة الطبيعية؟

تتكون الشفة الطبيعية السليمة من عدة مكونات تعمل معًا لتؤدي وظائفها بشكل مثالي. هذه المكونات تشمل:

عضلات الشفة (Orbicularis Oris): وهي العضلات المسؤولة عن حركة الشفة وقدرتها على الإغلاق والانفتاح، مما يساعد في الكلام والابتسامة والعديد من التعبيرات الوجهية.

الجلد: يغطي الشفة من الخارج، ويعد حاجزًا يحمي الأنسجة الداخلية من العوامل البيئية الضارة.

الغشاء المخاطي الداخلي (Mucous Membrane): وهو الطبقة الداخلية التي تغطي الجزء الداخلي للشفة، وتساعد في الترطيب وتسهيل حركة الشفة أثناء الكلام أو الأكل.

الغشاء المخاطي الأحمر (Red Margin, Vermilion): الجزء الأحمر البارز من الشفة، الذي يحتوي على أوعية دموية تظهر من خلال الجلد الرقيق، مما يمنح الشفة مظهرها المميز.

عظام الفك (Pre-maxilla):العظام التي تشكل الجزء العلوي من الفك، والتي ترتبط بالشفة العلوية وتؤثر في شكلها وتناسقها.

تعاون هذه المكونات بشكل متكامل يعزز من وظيفة الشفة الجمالية والوظيفية، مما يتيح لها أداء مهامها بشكل طبيعي.

 كيف يتم تشخيص الشفة المشقوقة؟

تشخيص الشفة المشقوقة لا يتطلب اختبارات معقدة، إذ إنها غالباً ما تكون واضحة بمجرد ولادة الطفل. ومع ذلك، يمكن اكتشافها أحياناً قبل الولادة خلال الفحوصات الروتينية للحامل.

أثناء الحمل

باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، قد يتمكن الطبيب من اكتشاف الشفة الأرنبية بدءاً من الأسبوع الثالث عشر من الحمل. وكلما تقدم الحمل، أصبحت ملامح الجنين أكثر وضوحاً، مما يزيد من دقة التشخيص.

بعد الولادة

تظهر الشفة المشقوقة بشكل واضح عند ولادة الطفل، مما يتيح تشخيصها بسهولة ودون الحاجة لفحوص إضافية، التشخيص المبكر يساعد الأطباء والأهل على وضع خطة علاجية مناسبة لدعم صحة الطفل وتطوره بشكل سليم.

كيف تؤثر الشفة الأرنبية على الرضاعة؟

قد يواجه الآباء الجدد صدمة عند رؤية طفلهم مصابًا بالشفة الأرنبية، ولكن سرعان ما تظهر تحديات إضافية، أهمها كيفية الرضاعة السليمة للطفل لضمان نموه وتطوره.

تعتبر مشكلة الرضاعة من أبرز وأول الصعوبات التي يواجهها الأهل، حيث لا يمكن التدخل الجراحي لإصلاح الشق حتى يبلغ الطفل عمر 3 أشهر. ولكن هناك خطوات يمكن أن تساعد الأم في تيسير الرضاعة وضمان حصول الطفل على الغذاء الكافي، مع الحفاظ على التواصل العاطفي وتعزيز الرابط بين الأم وطفلها.

نصائح عملية للرضاعة في حالة الشفة الأرنبية

وضعية الرضاعة: يُنصح بحمل الطفل في وضعية مستقيمة خلال الرضاعة، إذ يمكن لأنسجة الثدي أن تسد الشق المؤقتًا، مما يساعد الرضيع على التقاط الثدي بشكل أفضل.

الجانب السليم: إذا كان الشق في جانب واحد فقط من الشفة، يمكن توجيه الثدي إلى الجهة السليمة من الشفة، مما يسهل عملية الرضاعة.

استخدام الأدوات المساعدة: في حال لم تنجح المحاولات الطبيعية، يمكن للأم تعصير ثديها لاستخراج الحليب وتقديمه للطفل عبر زجاجة مخصصة تحتوي على فوهة مرنة تساعد الحليب على التدفق بسهولة. يُفضل تجنب وضع الحلمة الطبيعية أو حلمة زجاجات الرضاعة داخل الشق.

زجاجات الرضاعة الخاصة: هناك زجاجات رضاعة خاصة للأطفال الذين يعانون من الشق الحلقي تحتوي على حلمات صناعية طويلة، والتي تساعد في سد الجزء غير المكتمل في الحلق، مما يسمح للطفل بالرضاعة بسهولة.

 استخدام أدوات بديلة: من أبسط الحلول وأكثرها فعالية هو استخدام القنينات الخاصة بالعين أو إبر الحقن المدعمة بجزء مطاطي، والتي تتيح للأم إرضاع طفلها بأمان وراحة.

التواصل العاطفي: أثناء عملية الرضاعة، من المهم أن تحافظ الأم على تواصل عاطفي مع طفلها من خلال اللمسات الحانية والنظرات الدافئة، مما يسهم في تعزيز شعور الطفل بالطمأنينة والأمان، ويجعل تجربة الرضاعة أكثر سهولة وراحة لكلا الطرفين.

أسئلة شائعة 

هل تختلف نتائج عملية الشفة الأرنبية باختلاف العمر؟

نتائج العملية نفسها لا تختلف بشكل ملحوظ باختلاف العمر، ولكن تأخير إجراء العملية قد يؤدي إلى مشاكل إضافية. إذا تأخر التدخل الجراحي، قد تنمو الأنسجة حول الشفة الأرنبية بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى صعوبات في النطق رغم إصلاح الشكل الظاهر للوجه. لذلك، يُفضل إجراء العملية في سن مبكرة لتفادي هذه المشاكل وضمان نتائج أفضل.

كم ساعة تستغرق عملية الشفة الأرنبية؟

تستغرق عملية إصلاح الشفة الأرنبية عادةً ما بين ساعة إلى ساعتين، وهي مدة قصيرة مقارنةً بالفوائد الكبيرة التي تحققها الجراحة في تحسين مظهر الطفل واستعادة وظائفه الحيوية مثل الرضاعة والنطق.

هل الشفة الأرنبية تُعتبر إعاقة؟

لا تُعتبر الشفة الأرنبية إعاقة بحد ذاتها، رغم أنها قد تترتب عليها بعض التحديات في وظائف الفم مثل الرضاعة والنطق والتواصل. مع العلاج المناسب والدعم اللازم، يتمكن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الشفة الأرنبية من التغلب على هذه الصعوبات وتحقيق النجاح في الحياة اليومية.

هل الشفة الأرنبية خطيرة؟

على الرغم من أن الشفة الأرنبية قد تؤثر على مظهر الشخص، إلا أنها ليست خطيرة من الناحية الصحية في الغالب. يمكن علاج معظم الحالات جراحيًا بنجاح في سن مبكرة، ويشمل العلاج إغلاق الشق وإعادة تشكيل الشفة. من الضروري استشارة الأطباء المتخصصين لتقييم الحالة بشكل فردي وتقديم العلاج الأنسب لضمان صحة الطفل ورفاهيته.

هل الشفة الأرنبية وراثية؟

يُعتبر العامل الوراثي من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الشفة الأرنبية، حيث يمكن أن ينتقل عبر الأجيال. ومن الممكن التشخيص المبكر خلال فترة الحمل باستخدام السونار، مما يتيح للأطباء تحضير العائلة للعملية الجراحية في الوقت المناسب. يُنصح بإجراء الجراحة في سن مبكر لضمان أفضل نتائج العلاج.

في الختام، تعد الشفة الأرنبية من المشكلات الخلقية التي يمكن علاجها بنجاح إذا تم التشخيص المبكر واتباع العلاج الجراحي المناسب. من خلال فهم اسباب الشفة الارنبية التي قد تؤدي إلى هذه الحالة، يمكن توفير العناية اللازمة للأطفال الذين يعانون منها، مما يساهم في تحسين حياتهم وجودتها بشكل كبير.

مع التقدم الطبي والتقنيات الجراحية المتطورة، يمكن الآن تصحيح الشفة الأرنبية والشقوق في سقف الحلق بأمان، مما يساعد الأطفال على النمو والتطور بشكل طبيعي. إذا كنت تشعر بالقلق أو ترغب في معرفة المزيد عن هذه الحالات وطرق علاجها، فلا تتردد في استشارة أطباء متخصصين مثل الدكتور خالد صلاح لضمان تقديم أفضل رعاية صحية لك ولطفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top