ما هي اسباب الوحمة الدموية؟ إليك التفسير الطبي الكامل

تُعد الوحمة الدموية من العلامات الجلدية الشائعة التي تظهر عند الولادة أو خلال الأسابيع الأولى من حياة الطفل، وغالبًا ما تثير قلق الأهل رغم كونها في معظم الحالات غير خطيرة. ولكن، ما اسباب الوحمة الدموية ؟ وهل هي مجرد تغيّر عشوائي في لون الجلد، أم أن هناك تفسيرًا طبيًا أعمق يرتبط بالأوعية الدموية أو التكوين الجيني؟

في هذا المقال، يُقدّم لك د. خالد صلاح، استشاري جراحة الأطفال التفسير العلمي الكامل لظهور الوحمة الدموية، ويُسلّط الضوء على أنواعها المختلفة، والعوامل المحتملة المؤثرة في ظهورها، وكيفية التفرقة بينها وبين العلامات الجلدية الأخرى. إذا كنت تبحث عن فهم دقيق وموثوق لهذه الظاهرة، فأنت في المكان الصحيح.

ما هي اسباب الوحمة الدموية ؟ 

اسباب الوحمة الدموية

رغم أن الوحمات قد تبدو لغزًا محيرًا عند ولادة الطفل، فإن التفسير الطبي يكشف عن مجموعة من العوامل التي قد تقف وراء ظهورها. غالبًا ما تنشأ الوحمات نتيجة زيادة غير طبيعية في الخلايا الصبغية المسؤولة عن لون الجلد، أو نمو غير منتظم في الأوعية الدموية داخل طبقات البشرة.

وتختلف أسباب ظهور كل نوع من الوحمات حسب طبيعتها؛ فمثلًا، وحمة أوتا تظهر عادة بسبب تراكم الخلايا الصبغية في الطبقات السطحية من الجلد، بينما وحمة بيكر ترتبط بزيادة عدد الغدد العرقية وبصيلات الشعر في المنطقة المصابة، ما يجعلها أكثر وضوحًا مع الوقت.

أما عن الوحمات الدموية (الهيمانجيوما)، فترجح الأبحاث الطبية أن لها جذورًا وراثية أو طفرات جينية تؤثر على نمو الأوعية الدموية. ورغم ذلك، لا تزال الكثير من التفاصيل حول هذه الأسباب قيد الدراسة، إذ تختلف من حالة لأخرى وتخضع لتأثير عدة عوامل بيئية وجينية مجتمعة.

وفي جميع الأحوال، من المهم متابعة هذه الحالات مع طبيب مختص لضمان التشخيص السليم وخيارات العلاج المناسبة. يمكنك دائمًا الاعتماد على خبرة د. خالد صلاح – استشاري جراحة الأطفال – لتقديم الرعاية الدقيقة والتقييم المتكامل لحالة طفلك، باستخدام أحدث الأساليب الطبية وأكثرها أمانًا.

اسباب الوحمة الدموية

أنواع الوحمات

الوحمات الجلدية ليست جميعها متشابهة، فهي تختلف من حيث اللون، الشكل، والموقع، وبعضها قد يختفي من تلقاء نفسه، بينما يحتاج البعض الآخر إلى المتابعة الطبية أو العلاج التجميلي. إليك أبرز الأنواع:

وحمة السلمون (Salmon Patch)

واحدة من أكثر الوحمات شيوعًا بين الأطفال حديثي الولادة، وتظهر كبقع وردية أو حمراء خفيفة على الجبهة، بين العينين، أو خلف الرقبة. غالبًا ما تكون مؤقتة وتختفي خلال أول عامين من عمر الطفل، ولا تسبب أي مشاكل صحية.

الوحمة الدموية (Hemangioma)

تتشكل نتيجة نمو غير طبيعي للأوعية الدموية تحت الجلد، وتظهر غالبًا كبقعة حمراء تشبه الفراولة، ولذلك تُعرف أحيانًا باسم وحمة الفراولة،رغم مظهرها المزعج، فإنها عادة ما تتقلص وتزول مع الوقت، لكن في بعض الحالات قد تستمر أو تنمو، مما يستدعي تدخلاً طبيًا.

د. خالد صلاح | استشاري عملية ختان الأطفال الرضع في القاهرة

وحمة بيكر (Becker’s Nevus)

تظهر في مرحلة المراهقة أو أواخر الطفولة، عادة على الكتف أو الصدر، وتكون بلون بني داكن مصحوب بزيادة في نمو الشعر ولا تُسبب مشاكل صحية، ولكن قد تؤثر على الشكل العام للبشرة، وقد يحتاج البعض إلى علاج تجميلي خاصة إذا سببت انزعاجًا نفسيًا.

الوحمة السوداء (Black Nevus)

وهي من أنواع الوحمات الصبغية، تظهر بلون بني داكن أو أسود، ويمكن أن تكون مسطحة أو مرتفعة عن سطح الجلد، ينبغي مراقبتها بمرور الوقت، خاصة إذا تغيّر حجمها أو شكلها، لأنها في حالات نادرة قد تكون معرضة للتحوّل لمشكلة جلدية أكثر خطورة.

الوحمة البيضاء (White Nevus)

تظهر كبقع بيضاء فاتحة على الجلد بسبب نقص في خلايا الصبغة في منطقة معينة، وعلى الرغم من مظهرها المختلف، فإنها عادة غير ضارة، ولكن في بعض الحالات قد تكون مرتبطة بحالات جلدية أخرى تتطلب تقييمًا طبيًا.

الوحمة الرمادية (Gray Nevus)

تتسم بلونها الرمادي أو الأزرق المائل للرمادي، وتنتج عن تراكم صبغة الميلانين في طبقات الجلد العميقة. لا تسبب ألمًا أو أعراضًا، لكنها قد تستدعي استشارة طبية في حال تغيّر شكلها أو حجمها.

وحمة الوجه (Facial Nevus)

نظرًا لموقعها الظاهر على الوجه، فقد تكون مصدر قلق سواء من الناحية النفسية أو التجميلية. تختلف في اللون والحجم، وبعضها قد يتطلب علاجًا دقيقًا بالليزر لتحسين مظهر البشرة أو لتجنب مضاعفات صحية إن وُجدت.

ما هي طرق علاج الوحمات؟

رغم أن معظم الوحمات لا تمثل خطرًا صحيًا، إلا أن البعض قد يرغب في التخلص منها لأسباب تجميلية أو طبية. لحسن الحظ، تتوفر اليوم عدة خيارات فعالة لعلاج الوحمات، تختلف باختلاف نوعها وموقعها ومدى تأثيرها على المظهر أو الوظائف الحيوية.

إزالة الوحمات بالليزر

يُعد الليزر من أشهر وأحدث الطرق المستخدمة في علاج الوحمات، حيث يعمل على تفتيت الصبغة أو الأوعية الدموية المتجمعة في الجلد، ما يساعد على تقليل ظهور الوحمة تدريجيًا، تُستخدم هذه التقنية بنجاح في حالات مثل وحمة أوتا ووحمة بيكر، وتُحقق نتائج ملحوظة في تحسين لون البشرة وملمسها.

لكن كما هو الحال مع أي علاج تجميلي، قد يترتب على جلسات الليزر بعض الآثار الجانبية مثل تغيرات بسيطة في لون الجلد أو احتمالية ظهور ندبة بسيطة، لذا يجب إجراؤه تحت إشراف طبي متخصص.

العلاج الجراحي

في بعض الحالات النادرة، خصوصًا عند وجود وحمات كبيرة الحجم أو عميقة تؤثر على الصحة أو تسبب ألمًا أو نزيفًا، قد يُوصي الطبيب بالتدخل الجراحي لإزالتها بالكامل، تكلفة الجراحة تختلف باختلاف حجم وموقع الوحمة، ومدى تعقيد الإجراء، وغالبًا ما يُستخدم هذا الخيار عندما لا تجدي الطرق الأخرى نفعًا.

العلاجات الطبية والكريمات الموضعية

قد تساعد بعض الكريمات والعلاجات الموضعية على تقليل تصبغات الجلد أو تخفيف مظهر الوحمة، خصوصًا في الحالات البسيطة أو السطحية وفي بعض الأحيان، يبحث البعض عن طرق منزلية لإزالة الوحمات، لكن يجدر التنبيه إلى أن هذه الطرق غالبًا لا تكون فعالة بالشكل المطلوب، وقد تؤدي إلى تهيّج الجلد إذا استُخدمت دون استشارة طبية.

يعتمد اختيار الطريقة المناسبة لعلاج الوحمات على عدة عوامل، أهمها نوع الوحمة، موقعها، وعمر المريض. لذلك، من الأفضل استشارة طبيب مختص لتحديد الحل الأمثل لكل حالة، سواء كان بالليزر، الجراحة، أو علاجًا موضعيًا أكثر بساطة.

الرعاية الذاتية بعد علاج الوحمات

اسباب الوحمة الدموية

في بعض الحالات، لا يقتصر علاج الوحمات على الإجراءات الطبية فقط، بل تلعب الرعاية الذاتية دورًا أساسيًا في الحفاظ على النتائج وتفادي المضاعفات.

إذا خضعت للعلاج بالليزر أو أي وسيلة أخرى، فإليك أهم النصائح التي يُنصح باتباعها:

  • راقب التغيّرات: لاحظ أي تغيير في شكل الوحمة، أو لونها، أو الإحساس بها (مثل الحكة أو الألم)، وأبلغ الطبيب فورًا، حتى لو بدا الأمر بسيطًا.
  • تجنّب الشمس المباشرة: التعرض للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يؤثر على لون البشرة ويؤخر التعافي، لذا استخدم واقيًا شمسيًا مناسبًا أو تجنّب الشمس تمامًا لفترة.
  • نظافة المنطقة: حافظ دائمًا على نظافة وجفاف المنطقة المعالجة لتقليل فرص العدوى.
  • اتبع تعليمات الطبيب بدقة: سواء كانت تخص الأدوية، أو مواعيد المتابعة، أو المنتجات الموضعية، فإن الالتزام بالتوجيهات الطبية يسرّع الشفاء ويقلل من المضاعفات.

متى تستشير الطبيب عند ظهور الوحمة الدموية؟

لا تُهمل أي وحمة ظهرت فجأة أو تغيّرت مع الوقت، فبعض الحالات قد تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا، خاصةً إذا كانت الوحمة:

  • تنمو بسرعة
  • تُسبب ألمًا أو نزيفًا
  • تظهر في أماكن حساسة مثل الوجه أو حول العين
  • أو ترافقت مع أعراض غير معتادةمن الأفضل دائمًا مراجعة طبيب متخصص في الوحمات الدموية أو استشاري أمراض جلدية لتحديد مدى خطورتها واختيار أنسب طريقة للعلاج أو المتابعة.

في حالات نادرة، مثل وحمة الكبد التي قد تسبّب ألمًا، فإن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة يمكن أن تمنع تطور أي مشكلات صحية مستقبلًا.

اسئلة شائعة

ما هي الوحمات؟ 

الوحمات هي تغيّرات ملحوظة في لون الجلد أو نسيجه، تظهر منذ الولادة أو خلال الأسابيع الأولى بعدها، وتختلف من شخص لآخر في الشكل والحجم واللون. ورغم أن معظمها يكون غير ضار، إلا أن بعضها قد يتطلب التدخل الطبي إما لأسباب صحية أو لأهداف تجميلية.

هل تؤثر الوحمة الدموية على نمو الطفل؟ 

في معظم الحالات، الوحمة الدموية لا تُسبب أي تأثير سلبي على النمو الجسدي أو العقلي للطفل، خاصة إذا لم تكن قريبة من مناطق حساسة مثل العين، الفم، أو مجرى التنفس. ومع ذلك، تبقى المتابعة الدورية مع الطبيب أمرًا ضروريًا لرصد أي تغير غير طبيعي في حجم الوحمة أو شكلها مبكرًا والتعامل معه بالشكل الصحيح.

متى تبدأ الوحمة الدموية في الاختفاء؟

الخبر الجيد أن أغلب الوحَمات الدموية تزول من تلقاء نفسها دون أي تدخل طبي. فعادةً تبدأ الوحمة في الانكماش تدريجيًا بعد عمر 6 إلى 12 شهرًا، ويستمر هذا الانكماش تدريجيًا خلال السنوات الأولى من عمر الطفل.

في كثير من الحالات، تختفي الوحمة تمامًا عند بلوغ الطفل عمر 5 سنوات، وأحيانًا تستمر حتى عمر 10 سنوات لكنها تتراجع بشكل ملحوظ ولا تترك أثرًا يُذكر.

في نهاية رحلتنا مع اسباب الوحمة الدموية نجد أن هذه العلامات الجلدية التي قد تظهر في الأيام الأولى من حياة الطفل ليست دائمًا مدعاة للقلق. وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لظهورها لا يزال غير معروف تمامًا، فإن الطب الحديث يربطها بتغيرات في تكوين الأوعية الدموية وربما عوامل وراثية أو جينية.

الأهم هو التشخيص الصحيح والمتابعة المنتظمة، خاصةً إذا ظهرت الوحمة في أماكن حساسة أو أثّرت على وظائف حيوية مثل الرؤية أو التنفس. وفي ظل التطور الطبي، باتت هناك خيارات متعددة وآمنة للعلاج، من بينها الليزر والتدخلات الجراحية البسيطة، مما يطمئن الأهل ويمنح الطفل بداية صحية ومطمئنة.

إذا لاحظت أي تغيرات على جلد طفلك، لا تتردد في استشارة د. خالد صلاح، استشاري جراحة الأطفال، للحصول على تقييم دقيق وخطة علاجية تناسب حالة طفلك الصحية والجمالية بأحدث الوسائل الطبية الآمنة.

 

المراجع

rofancare

webteb

dr-redaelkady

 

Scroll to Top