يُعد تورم الخصية عند الأطفال من المشكلات الصحية التي تثير قلق الآباء والأمهات بمجرد ملاحظتها، خاصة وأنها قد ترتبط بأسباب بسيطة مؤقتة أو أخرى تحتاج إلى تدخل طبي عاجل. فالخصية من الأعضاء الحساسة التي تلعب دورًا محوريًا في النمو والصحة الإنجابية مستقبلًا، مما يجعل أي تغير في حجمها أو شكلها مؤشرًا يستحق الاهتمام. وتكمن أهمية الموضوع في أن التشخيص المبكر ومعرفة اسباب تورم الخصية عند الاطفال يُسهمان بشكل كبير في تجنّب المضاعفات وحماية صحة الطفل على المدى البعيد، في هذا المقال من خلال دكتور خالد صلاح نستعرض أبرز أسباب تورم الخصية عند الأطفال، ونسلط الضوء على طرق التشخيص الدقيقة، بالإضافة إلى أحدث أساليب العلاج المتاحة.
اسباب تورم الخصية عند الاطفال
تورم الخصية أو كيس الصفن عند الأطفال يُعد من الأعراض التي لا يجب تجاهلها، إذ قد يرتبط بعدة مشكلات صحية تختلف في شدتها وخطورتها. ومن أبرز الأسباب الشائعة:
القيلة المائية
القيلة المائية هي تجمع غير طبيعي للسوائل حول الخصية داخل كيس الصفن. وغالبًا ما تكون جزءًا من التطور الطبيعي للجنين، حيث يمتص الجسم هذه السوائل تلقائيًا مع مرور الوقت. وهنا يكمن الفرق بينها وبين الفتق الإربي؛ ففي القيلة المائية تزول السوائل تدريجيًا، بينما في الفتق تبقى موجودة بسبب استمرار فتح القناة الأربية.
الفتق الإربي
يحدث الفتق نتيجة عدم انغلاق القناة الأربية بشكل كامل (وهي الممر الذي تنزل من خلاله الخصيتان إلى كيس الصفن أثناء نمو الجنين)، مما يسمح بمرور جزء من الأنسجة أو السوائل إلى كيس الصفن فيظهر متورمًا.
التواء الخصية
تُعد من الحالات الطارئة والخطيرة، إذ تلتف الخصية حول الحبل المنوي المسؤول عن تزويدها بالدم، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم عنها. ينتج عن ذلك ألم شديد وتورم ملحوظ، ويظهر غالبًا عند حديثي الولادة أو في مرحلة المراهقة (ما بين 12 – 18 عامًا).
العدوى
قد تكون العدوى البكتيرية أو الفيروسية سببًا في تورم الخصية أو كيس الصفن، وقد تظهر كأحد المضاعفات بعد جراحة الفتق الإربي. وتتميز عادةً بوجود التهاب، احمرار، وألم شديد عند الطفل.
كيف يتم تشخيص تورم الخصية عند الأطفال؟

يُعد التشخيص الدقيق الخطوة الأهم في تحديد سبب تورم الخصية ووضع الخطة العلاجية المناسبة. ويبدأ ذلك عادةً مع الفحص السريري الذي يجريه طبيب المسالك البولية، حيث يقوم بمعاينة كيس الصفن وفحص الخصية وتحسس الأنسجة المحيطة بها للتأكد من سلامة الأوعية الدموية وعدم وجود كتل أو تغيرات غير طبيعية.
كما يُجري الطبيب مراجعة دقيقة للتاريخ الصحي للطفل، ويسأل الوالدين عن توقيت ظهور الأعراض وطبيعتها، وقد يطلب إجراء تحليل للبول إذا كان هناك شك في وجود عدوى.
ولزيادة دقة التشخيص، قد يلجأ إلى الموجات فوق الصوتية (السونار) التي تُعطي صورة واضحة للبنية الداخلية للخصية وكيس الصفن. وفي بعض الحالات النادرة، قد يوصي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على تفاصيل أكثر دقة.
إلى جانب الفحوص الطبية، من المهم أن يراقب الوالدان أي تغيرات في حجم أو شكل الخصيتين عند الطفل، مثل ظهور كتلة، زيادة في التورم، أو ألم متكرر، فهذه العلامات تستدعي مراجعة الطبيب فورًا. الاكتشاف المبكر يُساهم بشكل كبير في نجاح العلاج وتجنب المضاعفات.
ويُعتبر الدكتور خالد صلاح واحدًا من أبرز الأطباء المتخصصين في مجال جراحة الأطفال، حيث يمتلك خبرة واسعة في تشخيص وعلاج تورم الخصية عند الأطفال بدقة عالية وباستخدام أحدث وسائل الفحص والعلاج. ويولي د. خالد اهتمامًا خاصًا بطمأنة الأهل وتوضيح الحالة لهم بأسلوب مبسط، مما يمنحهم الثقة والاطمئنان طوال رحلة العلاج.
طرق علاج تورم الخصية عند الأطفال
يعتمد اختيار وسيلة العلاج المناسبة على السبب الكامن وراء التورم، ويحدد الطبيب الخطة الأمثل وفقًا لحالة الطفل:
التدخل الجراحي
يُوصى بالجراحة عندما يكون السبب أكثر خطورة مثل الفتق الإربي، التواء الخصية، أو استمرار وجود القيلة المائية لفترة طويلة.
وتُجرى العملية عادةً تحت تأثير التخدير الكلي لضمان راحة الطفل وسلامته، وبعدها يُسمح له بالعودة إلى المنزل بمجرد استقرار حالته وزوال تأثير التخدير.
العلاج الدوائي
في حال كان التورم ناتجًا عن عدوى بكتيرية، يلجأ الطبيب عادةً إلى وصف المضادات الحيوية التي تساعد على السيطرة على العدوى والتخلص منها.
وفي بعض الحالات البسيطة مثل القيلة المائية أو الفتق الصغير، قد يكتفي الطبيب بالمراقبة الدورية لحالة الطفل، إذ يمكن أن يزول التورم تدريجيًا مع النمو دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
الأعراض التي تستوجب استشارة الطبيب أثناء علاج تورم الخصية
من الضروري أن يحرص الوالدان على متابعة حالة الطفل عن قرب خلال فترة التعافي، إذ إن بعض العلامات قد تُشير إلى وجود مشكلة تستلزم تدخلًا طبيًا عاجلًا. ومن أبرز هذه الأعراض:
- زيادة حجم التورم أو استمراره دون تحسن بمرور الوقت.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم أو ظهور حمى مصاحبة للتورم.
- ألم شديد ومفاجئ يعبر عنه الطفل عادةً بالبكاء المستمر أو رفضه للحركة.
نصائح للتعامل مع تورم الخصية مؤقتًا
في حال ظهور ألم أو انتفاخ في الخصية، يمكن اتباع بعض الإرشادات البسيطة لتخفيف الأعراض لحين مراجعة الطبيب المختص، ومن أهمها:
- استخدام كمادات الثلج: يمكن وضع كيس ثلج على كيس الصفن لمدة 15–20 دقيقة، بمعدل 3–4 مرات يوميًا، مما يساعد على تقليل التورم والالتهاب.
- رفع الخصية بلطف: ضع منشفة ناعمة وملفوفة بين الساقين وأسفل كيس الصفن لدعمه وتقليل الضغط.
- إيقاف النزيف: في حالة حدوث نزيف، يجب الضغط المباشر على المنطقة باستخدام أطراف الأصابع لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
- العناية بالجروح البسيطة: إذا وُجد خدش أو جرح سطحي، يُنصح بغسله بالماء الدافئ جيدًا ثم تغطيته بضماد نظيف أو غطاء بلاستيكي لحمايته.
تنبيه مهم: يجب تجنب لف الضمادات أو الأشرطة اللاصقة حول القضيب أو كيس الصفن، إذ قد يؤدي ذلك إلى منع تدفق الدم. بالمقابل، قد يساهم ارتداء دعامة رياضية (حزام داعم) أو ملابس داخلية مريحة ومرنة في توفير قدر من الثبات والراحة للخصيتين.
مضاعفات تورم الخصية عند الأطفال

رغم أن بعض حالات تورم الخصية تكون مؤقتة وبسيطة مثل الالتهابات السطحية التي تستجيب للعلاج بسرعة، إلا أن هناك حالات أخرى قد تُسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، ومن أبرزها:
- تأثير على الخصوبة: في حال كان التورم ناتجًا عن التهابات شديدة، إصابة قوية، أو حتى دوالي الخصية، فقد تتأثر قدرة الخصية على إنتاج الحيوانات المنوية، مما ينعكس مستقبلًا على الخصوبة.
- ضعف إنتاج هرمون الذكورة: مع استمرار التورم لفترات طويلة أو حدوث تلف في أنسجة الخصية، قد تتراجع قدرتها على إفراز هرمون التستوستيرون بمستويات طبيعية، وهو الهرمون المسؤول عن النمو الطبيعي والوظائف الذكرية.
- فقدان الخصية: في بعض الحالات المتقدمة، مثل الأورام السرطانية، قد يضطر الطبيب إلى استئصال الخصية المصابة بشكل كامل، وهو ما قد يؤثر على الإنجاب ويُحدث خللاً هرمونيًا إذا لم يتم تعويضه طبيًا.
ولذلك، فإن التشخيص المبكر والمتابعة مع طبيب متخصص يُعدان أمرًا بالغ الأهمية لتفادي هذه المضاعفات وضمان الحفاظ على صحة الطفل الإنجابية والهرمونية مستقبلًا.
اسئلة شائعة
لماذا يُعد علاج تورم الخصية أمرًا عاجلًا؟
يُعتبر تورم الخصية عند الأطفال عَرَضًا لا يجب التهاون معه، فالتأخر في التدخل الطبي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل ضعف الخصية أو فقدان قدرتها على إنتاج الحيوانات المنوية مستقبلًا. وتزداد خطورة الأمر إذا كان السبب هو التواء الخصية، إذ إن انقطاع الدم عنها لفترة قصيرة قد يتسبب في تلفها بشكل نهائي خلال ساعات معدودة، مما يهدد الخصوبة على المدى البعيد.
هل يُعد انتفاخ الخصيتين عند الأطفال حالة خطيرة؟
تتباين خطورة انتفاخ الخصية لدى الأطفال تبعًا لسبب الحالة وشدتها؛ فقد يكون الأمر بسيطًا وعابرًا في بعض الحالات، بينما قد يشير في حالات أخرى إلى مشكلة صحية طارئة تستدعي التدخل الجراحي الفوري لحماية الخصية من التلف، ومن المهم إدراك أن التأخر في التشخيص أو العلاج قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وارتفاع احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة، قد تمس سلامة الأعضاء التناسلية للطفل ووظائفها المستقبلية. لذلك، يبقى التدخل المبكر وزيارة الطبيب المتخصص السبيل الأمثل لتفادي المخاطر وضمان العلاج في الوقت المناسب.
في النهاية، يمكن القول إن اسباب تورم الخصية عند الاطفال متعددة وتتراوح بين حالات بسيطة تزول تلقائيًا وأخرى تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا لتفادي المضاعفات الخطيرة. ويبقى التشخيص المبكر هو المفتاح الحقيقي لحماية صحة الطفل الإنجابية والهرمونية مستقبلًا. لذلك، لا ينبغي إهمال أي علامة غير طبيعية مثل التورم، الألم، أو الاحمرار في كيس الصفن، بل يجب التوجه فورًا إلى طبيب متخصص يمتلك الخبرة الكافية في هذا المجال.
ويُعد الدكتور خالد صلاح من أبرز الأطباء المتخصصين في جراحة الأطفال والمسالك البولية، حيث يقدم رعاية طبية دقيقة معتمدة على أحدث أساليب التشخيص والعلاج، مما يضمن راحة الأهل واطمئنانهم على صحة أبنائهم. فصحة طفلك أمانة تستحق الاهتمام، وأي ملاحظة مبكرة قد تُحدث فارقًا كبيرًا في مسار العلاج ونتائجه.

