ما هي القيلة المائية على الخصية اليسرى؟ الأسباب وطرق التشخيص

تُعد القيلة المائية من الحالات الطبية التي قد تُثير قلق الكثير من الرجال، خصوصًا عند ملاحظتها على جهة واحدة من الخصيتين، مثل الخصية اليسرى. ورغم أن هذه الحالة غالبًا ما تكون غير مؤلمة، إلا أن وجود تورم أو انتفاخ في هذا الجزء الحساس من الجسم يدفع كثيرين إلى التساؤل: ما سبب هذا التغيّر؟ وهل يشير إلى أمر خطير؟

في هذا المقال، نأخذك في جولة طبية مبسطة لفهم قيلة مائية على الخصية اليسرى : ما هي، لماذا تحدث، كيف يتم تشخيصها، ومتى تستدعي التدخل الطبي. تابع القراءة لتكتشف معلومات قد تكون مفتاحًا للاطمئنان أو خطوة أولى نحو العلاج.

قيلة مائية على الخصية اليسرى: ما الذي يعنيه؟القيلة المائية على الخصية اليسرى

ظهور كيس مائي في الخصية اليسرى – أو ما يُعرف طبيًا بالقيلة المائية – هو حالة تحدث نتيجة تجمع سائل شفاف حول الخصية داخل كيس الصفن، مما يؤدي إلى انتفاخه بشكل ملحوظ دون أن يكون مصحوبًا بألم في الغالب.

تُعتبر هذه الحالة شائعة لدى الأطفال حديثي الولادة، وغالبًا ما تزول تلقائيًا خلال الأشهر الأولى من الحياة، لكنها قد تظهر أيضًا في أي عمر، سواء لدى الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين.

من المهم أن نُدرك أن القيلة المائية، سواء ظهرت في الخصية اليسرى أو اليمنى، لا تختلف من حيث طبيعتها أو درجة خطورتها. فهي في كلتا الحالتين تنشأ نتيجة تجمع السوائل حول الخصية، وتتشارك في الأعراض، الأسباب، وطريقة التشخيص.

الفيصل الحقيقي في التعامل مع هذه الحالة هو التشخيص الدقيق والمتابعة الطبية المتخصصة، وهو ما يوفره لك دكتور خالد صلاح بخبرة طويلة ونهج علمي متقدم يضمن لك راحة البال وخطة علاجية مناسبة، سواء كنت والدًا يطمئن على طفله، أو بالغًا يعاني من التورم دون معرفة السبب.

علاج فتق الخصية

ما أسباب ظهور قيلة مائية على الخصية اليسرى؟

تعتمد أسباب تكون الكيس المائي في الخصية اليسرى على عمر المصاب، إذ تختلف الآلية بين الأطفال والبالغين، لكنها في الحالتين تتعلق غالبًا بتجمع غير طبيعي للسوائل في كيس الصفن. إليك تفصيل الأسباب حسب الفئة العمرية:

أولًا: الأسباب عند الأطفال

خلال نمو الجنين الذكر داخل الرحم، تتكوّن الخصيتان في منطقة قريبة من الكليتين داخل البطن، ثم تبدأ بالنزول تدريجيًا إلى كيس الصفن عبر ممر يُسمى “النفق الأربي”، وذلك في الفترة ما بين الأسبوع 28 إلى 36 من الحمل.

بمجرد وصول الخصيتين إلى موقعهما الطبيعي، يُفترض أن تُغلق الفتحة الأربية تلقائيًا، لتمنع مرور أي سوائل أو مكونات من التجويف البطني إلى كيس الصفن.

لكن في بعض الحالات، تبقى هذه الفتحة مفتوحة جزئيًا، ما يسمح بتسرب السائل إلى كيس الصفن وتراكمه حول الخصية، مما يؤدي إلى ظهور كيس مائي. وهذه الحالة شائعة نسبيًا عند حديثي الولادة وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها خلال السنة الأولى.

يقدم موقع د. خالد صلاح شرحًا دقيقًا حول وظيفة الزائدة ومتى تصبح ملتهبة وتتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا.

ثانيًا: الأسباب عند البالغين

أما عند الذكور البالغين، فقد يحدث الكيس المائي نتيجة بقاء القناة الأربية مفتوحة أو إعادة فتحها بعد الإغلاق، مما يخلق مسارًا يسمح بتجمع السوائل حول الخصية. في هذه الحالة، يُعرف الكيس المائي بـ”القيلة المائية المتصلة”، وهي غالبًا غير مؤلمة ولكنها قد تُسبب شعورًا بالثقل أو الانزعاج في كيس الصفن.

ورغم أن القيلة المائية عند الكبار ليست خطيرة عادةً ولا تؤثر في الخصوبة، إلا أن استمرارها أو تزايد حجمها قد يشير إلى مشكلة أخرى كامنة، مثل:

  • التعرض لإصابة أو إجراء جراحي في كيس الصفن أو منطقة الفخذ.
  • العدوى أو الالتهاب في البربخ أو الخصية، مثل التهاب البربخ.
  • الفتق الإربي، خصوصًا إذا رافق القيلة شعور بالضغط أو بروز غير طبيعي.
  • في حالات نادرة جدًا، قد تكون القيلة المائية مرتبطة بمشكلات أكثر خطورة، مثل أورام الخصية أو الكلية اليسرى.

من هنا، فإن التشخيص الدقيق من قبل الطبيب أمر ضروري لتحديد السبب الحقيقي خلف الكيس المائي، خاصة إذا ظهر بشكل مفاجئ أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى.

كيفية تشخيص القيلة المائية؟

يبدأ تشخيص القيلة المائية عادةً بفحص سريري يُجريه الطبيب، حيث يُركز على ملاحظة التورم وتقييم حالته بدقة. وتشمل خطوات الفحص ما يلي:

  • الضغط برفق على البطن وكيس الصفن: وذلك للتأكد من عدم وجود فتق أربي، وهو أحد الأسباب المحتملة للتورم.
  • تحسس كيس الصفن: يتحقق الطبيب من وجود ألم أو شعور بعدم الراحة في المنطقة المتورمة.
  • اختبار الإضاءة (Transillumination): يُستخدم مصدر ضوء قوي لتسليط شعاع على كيس الصفن؛ فإذا كان التورم ناتجًا عن قيلة مائية، سيظهر الضوء وكأنه يمر عبر سائل شفاف يحيط بالخصية، مما يُساعد على تأكيد التشخيص بشكل بسيط وسريع.

وبناءً على نتائج الفحص الأولي، قد يُوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الإضافية، ومنها:

  • تحاليل الدم والبول: للكشف عن وجود أي عدوى قد تكون سببًا في التورم.
  • تصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): يُعد من أهم الفحوصات التي تُستخدم لتحديد ما إذا كان هناك فتق، ورم، أو سبب آخر غير ظاهر للفحص البدني.

يساعد هذا النهج التشخيصي الشامل في التأكد من طبيعة القيلة المائية واستبعاد أي مشكلات صحية أخرى تحتاج إلى تدخل مختلف.

كيف يتم علاج الكيس المائي في الخصية اليسرى؟القيلة المائية على الخصية اليسرى

يعتمد اختيار طريقة علاج الكيس المائي على عمر المصاب وشدة الحالة، حيث تختلف الاستجابة بين الأطفال والبالغين. إليك نظرة مفصلة على خيارات العلاج بحسب الفئة العمرية:

أولًا: العلاج عند الأطفال

في أغلب الحالات، لا يحتاج الطفل المصاب بكيس مائي في الخصية اليسرى إلى أي تدخل طبي، إذ تختفي القيلة المائية تلقائيًا خلال السنة الأولى من عمر الطفل دون أن تترك أي مضاعفات.

ومع ذلك، من المهم أن يراقب الوالدان الحالة بانتظام، ويُفضل مراجعة الطبيب في حال ظهر أحد الأمور التالية:

  • زيادة واضحة في حجم التورم.
  • استمرار الانتفاخ بعد عمر السنة.
  • ظهور علامات ألم أو انزعاج لدى الطفل.

هذه الملاحظات تساعد الطبيب في تحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي تقييمًا إضافيًا أو تدخلًا علاجيًا.

ثانيًا: العلاج عند البالغين

أما في البالغين، فقد لا تكون القيلة المائية مؤلمة، لكنها قد تُسبب الشعور بالثقل أو الإحراج، خاصة إذا كان حجمها كبيرًا. وفي مثل هذه الحالات، هناك خياران أساسيان للعلاج:

  • الجراحة (استئصال القيلة المائية): وتُعد الخيار الأفضل في معظم الحالات، حيث يتم استئصال الكيس جراحيًا تحت التخدير، وهي عملية بسيطة غالبًا وتُجرى في وقت قصير.
  • السحب بالإبرة وحقن مادة مانعة للتجمع: في بعض الحالات، خصوصًا لدى من لا يُناسبهم إجراء الجراحة بسبب مشاكل صحية، قد يلجأ الطبيب إلى تصريف السائل من الكيس باستخدام إبرة دقيقة، ثم يحقن مادة خاصة داخل الكيس لمنع تراكم السوائل مجددًا. ورغم أن هذه الطريقة فعالة مؤقتًا، إلا أن الكيس قد يعود للظهور مع الوقت.

بشكل عام، يُقرر الطبيب العلاج الأنسب بناءً على حالة المريض، وحجم الكيس، ومدى تأثيره على الحياة اليومية.

ما هي القيلة المائية؟

القيلة المائية هي حالة شائعة يظهر فيها تورم غير مؤلم داخل كيس الصفن، وهو الغلاف الجلدي الذي يحيط بالخصيتين. يحدث هذا التورم بسبب تجمع سائل شفاف حول إحدى الخصيتين، غالبًا في غشاء رقيق يحيط بها بشكل طبيعي.

تنتشر القيلة المائية بشكل خاص بين حديثي الولادة، وتكون في معظم الحالات مؤقتة، إذ تختفي من تلقاء نفسها خلال السنة الأولى من عمر الطفل دون الحاجة لأي تدخل طبي. ومع ذلك، قد تظهر القيلة المائية أيضًا لدى الأطفال الأكبر سنًا أو البالغين، وغالبًا ما تكون نتيجة إصابة مباشرة في منطقة الصفن أو بسبب حالة صحية أخرى كامنة.

ورغم أنها لا تسبب عادة ألمًا أو مضاعفات خطيرة، إلا أن ملاحظة أي تورم في كيس الصفن يستدعي استشارة الطبيب، وذلك للتأكد من التشخيص واستبعاد أي مشكلات صحية أكثر جدية.

ما هي أعراض القيلة المائية؟

عادةً ما تظهر القيلة المائية بشكل واضح في صورة تورم غير مؤلم في إحدى الخصيتين أو كلتيهما، وغالبًا لا تُسبب أي انزعاج في بدايتها، خصوصًا عند الأطفال. لكن عند الرجال البالغين، قد يُصاحب التورم شعور بثقل أو ضغط في كيس الصفن، وقد يتفاقم هذا الشعور مع زيادة حجم القيلة.

في بعض الحالات، يلاحظ المصاب أن حجم التورم يتغيّر خلال اليوم؛ فقد يكون أصغر في ساعات الصباح، ثم يزداد تدريجيًا مع النشاط والحركة. وعلى الرغم من أن القيلة المائية لا تُعد مؤلمة بحد ذاتها، إلا أن كبر حجمها قد يُسبب بعض الانزعاج أو الشعور بعدم الارتياح.

من المهم الانتباه إلى هذه العلامات ومراقبتها، لأن التغير في الحجم أو ظهور ألم مفاجئ قد يشير إلى حالات أخرى تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا.

ما عوامل خطر الإصابة بالقيلة المائية؟القيلة المائية على الخصية اليسرى

تتعدد العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالقيلة المائية، وتختلف باختلاف المرحلة العمرية. إليك أبرز العوامل التي يجب الانتباه لها:

عوامل الخطر لدى البالغين

مع التقدم في العمر، قد تظهر القيلة المائية نتيجة أسباب مكتسبة، مثل:

  • إصابة مباشرة أو صدمة في كيس الصفن.
  • التهابات في الخصية أو البربخ.
  • العدوى، بما في ذلك بعض الأمراض المنقولة جنسيًا التي قد تؤثر على الأنسجة المحيطة بالخصية.

الولادة المبكرة (قبل الأوان)

تزداد فرص الإصابة بالقيلة المائية بين الأطفال الخدج، أي الذين وُلدوا قبل إتمام فترة الحمل كاملة، وذلك بسبب تأخر أو عدم اكتمال إغلاق القناة الأربية، مما يسمح بتسرب السائل وتكوّن القيلة.

الولادة مع وجود القيلة المائية

تعتبر القيلة المائية حالة شائعة بين حديثي الولادة، حيث يُولد ما لا يقل عن 5% من الذكور بهذا التورم البسيط في كيس الصفن، ويكون عادةً غير مؤلم ويختفي مع مرور الوقت دون تدخل.

فهم هذه العوامل يُساعد على اتخاذ خطوات وقائية ومراجعة الطبيب في الوقت المناسب عند ظهور أي أعراض غير معتادة.

هل تسبب القيلة المائية مضاعفات خطيرة؟

في معظم الحالات، تُعد القيلة المائية حالة بسيطة وغير مقلقة، ولا تؤثر على الخصوبة أو الأداء الجنسي. لكن هذا لا يعني أنه يجب تجاهلها تمامًا، خاصة إذا ظهرت لدى البالغين أو استمرت لفترة طويلة دون تحسن.

ففي بعض الأحيان، قد تكون القيلة المائية مجرد عرض لحالة كامنة أكثر خطورة داخل الخصية، وقد تؤدي إلى مضاعفات إذا لم تُشخّص وتُعالج بالشكل المناسب، ومن أبرز هذه المضاعفات:

  • العدوى أو الالتهاب: قد يُصاب السائل المحيط بالخصية بعدوى تؤدي إلى ألم شديد وتورم، وتتطلب علاجًا سريعًا بالمضادات الحيوية.
  • ضعف إنتاج الحيوانات المنوية: في حالات قليلة، قد تؤثر القيلة الكبيرة الحجم على درجة حرارة الخصية أو ضغطها، ما قد يؤثر على وظيفة إنتاج الحيوانات المنوية.
  • وجود ورم في الخصية: أحيانًا تكون القيلة المائية ناتجة عن ورم، وقد تُخفي الأعراض المبكرة له، مما يُؤخر اكتشافه.
  • الفتق الإربي: وهو من أخطر المضاعفات المحتملة، حيث يحدث عندما يندفع جزء من الأمعاء عبر جدار البطن إلى كيس الصفن. إذا انحصر هذا الجزء (أي لم يعد إلى مكانه الطبيعي)، قد يؤدي ذلك إلى قطع تدفق الدم، وهي حالة طارئة تهدد الحياة وتستدعي التدخل الجراحي الفوري.

لذلك، من الضروري مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي تغيير في حجم التورم، أو الشعور بألم مفاجئ، لتفادي أي تطورات غير مرغوبة.

أنواع القيلة المائية عند الأطفال

تُعرف القيلة المائية عند الأطفال بأنها تجمع للسائل داخل كيس الصفن، مما يُسبب تورمًا قد يظهر في جهة واحدة أو في الجهتين معًا. ورغم أنها غالبًا غير مؤلمة، فإن فهم نوعها يُساعد في تحديد مدى خطورتها وطريقة التعامل معها.

تنقسم القيلة المائية عند الأطفال إلى نوعين رئيسيين، حسب طريقة تجمّع السائل:

القيلة المائية المتصلة (Communicating Hydrocele)

في هذا النوع، لا تُغلق القناة الأربية بعد نزول الخصية، مما يسمح بمرور السائل بين البطن وكيس الصفن بشكل مستمر. ويُلاحظ في هذه الحالة أن حجم كيس الصفن يتغير مع وضعية الطفل:

  • يكون أصغر أثناء النوم عندما يكون الطفل في وضع أفقي، حيث يرجع السائل إلى البطن.
  • يزداد حجمه أثناء الوقوف أو البكاء أو السعال نتيجة نزول السائل مرة أخرى إلى كيس الصفن بفعل الجاذبية أو ضغط البطن.

هذا النوع يتطلب متابعة طبية دقيقة، وفي كثير من الحالات يُوصى بإجراء عملية جراحية بسيطة إذا لم تُغلق القناة تلقائيًا بعد مرور السنة الأولى.

القيلة المائية غير المتصلة (Non-communicating Hydrocele)

في هذا النوع، تنتقل الخصية خلال فترة الحمل من البطن إلى كيس الصفن، وقد يصاحبها بعض السوائل من التجويف البطني. بعد هذه المرحلة، تُغلق القناة الأربية بشكل طبيعي، ويبقى السائل محصورًا داخل كيس الصفن دون أن يعود إلى البطن.

هذا النوع عادةً لا يتغير حجمه، ولا يتأثر بالبكاء أو الحركة، ويُعتبر الأكثر شيوعًا بين الأطفال الرضّع، وغالبًا ما يزول تلقائيًا خلال السنة الأولى من العمر.

في النهاية، تُعد قيلة مائية على الخصية اليسرى حالة شائعة وأكثرها لا يشكل خطرًا صحيًا، خاصة لدى الأطفال حديثي الولادة، حيث تختفي تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي. ومع ذلك، فإن ظهور التورم أو تغيّر حجمه عند الكبار قد يكون مؤشرًا لمشكلة كامنة تتطلب تشخيصًا دقيقًا ومتابعة طبية.

الفحص المبكر، والوعي بالأعراض، وعدم تجاهل التغيّرات في كيس الصفن، كلها خطوات ضرورية للحفاظ على صحة الخصيتين وتجنب أي مضاعفات قد تظهر لاحقًا.

إذا لاحظت أي انتفاخ غير طبيعي أو شعرت بعدم ارتياح في تلك المنطقة، لا تتردد في استشارة طبيب متخصص لتحديد السبب واختيار العلاج المناسب إن لزم الأمر. تذكّر أن الطمأنينة تبدأ دائمًا من التشخيص الصحيح.

 

Scroll to Top