تُعد عملية الإحليل السفلي للأطفال من العمليات الجراحية الدقيقة التي تهدف إلى تصحيح تشوهات خلقية في مجرى البول لدى الأطفال. من خلال هذا الدليل الشامل الذي يقدمه دكتور خالد صلاح، ستتعرف على أهم التفاصيل المتعلقة بهذه العملية، بدءاً من التشخيص وأسباب التشوهات مروراً بالطرق العلاجية والجراحية، وصولاً إلى فترة التعافي والعناية بعد العملية إن فهم هذا الإجراء الجراحي يساهم في تحسين جودة حياة الطفل ويساعد الأهل على اتخاذ القرارات الصائبة بشأن صحة أبنائهم.
ما هو الإحليل السفلي؟
الإحليل السفلي هو حالة خلقية يولد فيها الطفل الذكر بفتحة بولية غير طبيعية، حيث تقع على الجانب السفلي من القضيب بدلًا من موقعها الطبيعي في رأس القضيب قد تكون الفتحة في أي مكان من منتصف العمود حتى تقاطع القضيب مع كيس الصفن أو العجان وفي أغلب الأحيان، تكون الفتحة قريبة من نهاية القضيب، لكن في بعض الحالات قد تكون أقرب إلى قاعدة القضيب أو حتى داخل كيس الصفن.
تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الأطفال المصابين بالإحليل السفلي تكون فتحتهم البولية في موقع بعيد عن قاعدة القضيب أما في الحالات التي تكون فيها الفتحة أقرب إلى القاعدة أو داخل الصفن، فيعاني ما يزيد عن 50% من هؤلاء المرضى من انحناء طفيف في القضيب، وقد يزيد هذا الانحناء مع اقتراب الفتحة من قاعدة القضيب.
يُعد الإحليل السفلي واحدًا من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا، حيث يصيب واحدًا من كل 200 مولود ذكر وعلى الرغم من أنه يمكن أن يظهر حتى في الأطفال غير المختونين، إلا أنه في معظم الحالات لا يرتبط بوجود أي مشكلات صحية أخرى في الجهاز البولي أو الأعضاء الأخرى.
معلومات هامة لأول 24 ساعة بعد عملية الإحليل السفلي
بعد إجراء عملية الإحليل السفلي الحديثة، يكون الهدف الأساسي هو إنشاء فتحة بولية في المكان الصحيح وتصحيح أي انحناءات قد تحدث أثناء الانتصاب، ليبدو القضيب طبيعيًا عند النظر إليه عادةً ما يتم وضع قسطرة في المسالك البولية الجديدة لضمان الشفاء، وتظل القسطرة لمدة تتراوح بين 2 إلى 14 يومًا بناءً على حالة الإحليل، وغالبًا ما تبقى لمدة 7 أيام وظيفة القسطرة هي منع ملامسة البول للفتحة البولية الجديدة حتى يتم الشفاء الكامل.
في بعض الحالات، قد يحدث إمساك للطفل مما يؤدي إلى ملامسة البول لرأس القضيب، وهو أمر قد يثير قلق العائلات، ولكن لا داعي للقلق، فملامسة البول للفتحة البولية أحيانًا تساعد في تنظيفها ومع ذلك، إذا كان تدفق البول مستمرًا على رأس القضيب، فهذا قد يشير إلى امتلاء القسطرة أو خروجها من مكانها، ويجب الاتصال بالطبيب فورًا يتم وضع نهاية القسطرة بين حفاضات مزدوجة لتجنب تلوثها بالبراز، وفي حالة الأطفال الأكبر سنًا، يُستخدم كيس لجمع البول.
قد يخشى الأهل من اتساخ الضماد بالبراز، ولكن يمكن تنظيفه بسهولة باستخدام قطعة قماش مبللة ويتم إزالة الضماد بعد يومين إلى ثلاثة أيام. يبقى الطفل في المستشفى ليوم أو يومين بعد العملية، وخلال هذه الفترة يُعطى مسكن للألم ومضاد حيوي ومضاد للتشنجات عن طريق الممرضة، ويستمر العلاج في المنزل بعد ذلك يبدأ الطفل بتناول السوائل بعد ساعة واحدة من العملية، وإذا حدث قيء، ننتظر لمدة 15-20 دقيقة قبل إعادة المحاولة.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة أو مزيد من المعلومات، لا تتردد في التواصل مع دكتور خالد صلاح لضمان حصول طفلك على الاستشارة الأفضل وبدء خطة علاجية مناسبة. 
ماذا بعد عملية الاحليل السفلي؟
- فحص القضيب للتأكد من عدم وجود نزيف، حيث يمكن أن يحدث هذا خلال أول 12 إلى 24 ساعة بعد الجراحة.
- مراقبة الطفل بشكل مستمر للتأكد من عدم سحب أو العبث بالقسطرة.
- إبلاغ الممرضة فورًا في حال ارتفاع درجة حرارة الطفل أو شعوره بألم شديد.
- التحقق من تدفق البول عبر القسطرة بانتظام إلى حين إزالتها من قبل الطبيب.
- ضمان تناول الطفل للسوائل بكميات كافية للمساعدة في التعافي.
تعد أول 24 ساعة بعد العملية هي الأصعب بالنسبة للعائلة، ولكن تذكروا أن طفلكم يشعر بمشاعركم إذا كنتم هادئين ومرتاحين، سيشعر الطفل أيضًا بالراحة.
وظائف القضيب الطبيعي
القضيب يؤدي وظيفتين أساسيتين في جسم الذكر: نقل البول والحيوانات المنوية إلى الخارج.
يقوم بهذه المهمة من خلال الإحليل، وهو الأنبوب الذي يمتد داخل القضيب وينتهي بفتحة بولية عندما تكون هذه الفتحة موجودة في رأس القضيب (الحشفة)، تصبح كلتا الوظيفتين أكثر سهولة وفعالية، مما يسمح للجسم بالتخلص من البول بشكل طبيعي وضمان نقل الحيوانات المنوية بكفاءة خلال النشاط الجنسي.
أسباب الإحليل السفلي
يتشكل القضيب بشكل رئيسي بين الأسبوعين التاسع والثاني عشر من الحمل، وهي مرحلة حساسة يعتمد فيها تكوين مجرى البول والقلفة على هرمونات الذكورة التي توجه هذا التطور.
عندما يحدث خلل في هذه الهرمونات أو في استجابتها داخل الجسم، قد ينجم عن ذلك عدم اكتمال التكوين الطبيعي للإحليل، مما يؤدي إلى ظهور الإحليل السفلي قد تكون هذه المشكلات الهرمونية هي السبب الرئيسي وراء حدوث هذا العيب الخلقي، الذي يظهر في هذه الفترة الحاسمة من تطور الجنين.
علاج الجنس المبهم يتطلب فريقًا طبيًا متخصصًا، ودكتور خالد صلاح يوفر رعاية متكاملة لضمان صحة الأطفال ورفاهيتهم.
كيف يتم تشخيص الإحليل السفلي؟
يتم اكتشاف الإحليل السفلي غالبًا عند الولادة، حيث يكون موقع الفتحة البولية غير طبيعي، بالإضافة إلى عدم اكتمال تشكل القلفة في الجانب السفلي من القضيب هذا يؤدي إلى ظهور ما يُعرف بـ الغطاء الظهري ، حيث يُترك طرف القضيب مكشوفًا، مما يلفت الانتباه إلى هذه الحالة.
ومع ذلك، قد تبدو القلفة غير طبيعية لدى بعض الأطفال، رغم أن الفتحة البولية تكون في مكانها الطبيعي وفي بعض الحالات، يمكن أن تغطي القلفة الكاملة الفتحة غير الطبيعية، مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة.
تجدر الإشارة إلى أن حوالي 8 من كل 100 طفل يعانون من الإحليل السفلي يكون لديهم مشكلة إضافية تتمثل في عدم نزول الخصية بالكامل إلى كيس الصفن.
علاج الإحليل السفلي
يتم علاج الإحليل السفلي بشكل أساسي من خلال الجراحة، وهي طريقة معروفة منذ أواخر القرن التاسع عشر وعلى الرغم من أن الأطباء قد وصفوا أكثر من 200 نوع من العمليات الجراحية لعلاج هذه الحالة، إلا أنه منذ الثمانينات، تركز أطباء المسالك البولية للأطفال على عدد محدود من التقنيات الفعالة لإعادة بناء الإحليل.
الهدف الأساسي من أي عملية جراحية لعلاج الإحليل السفلي هو تصحيح انحناء القضيب وإنشاء قناة بولية تنتهي عند رأس القضيب أو بالقرب منه عادةً ما تتضمن الجراحة أربع خطوات رئيسية:
- تصحيح انحناء القضيب
- إنشاء قناة بولية جديدة
- وضع الفتحة البولية في رأس القضيب
- الطهور أو إعادة بناء القلفة.
غالبًا ما تستغرق العملية الجراحية بين 90 دقيقة إلى 3 ساعات، وقد تُجرى على مراحل في بعض الحالات، حيث يتم تقويم القضيب قبل إنشاء القناة البولية يفضل الأطباء إجراء العملية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 شهرًا، ولكن يمكن إجراؤها في أي عمر، حتى لدى البالغين.
في الحالات التي يكون فيها القضيب صغير الحجم، قد يوصي الطبيب بإعطاء هرمون التستوستيرون قبل الجراحة لتعزيز نمو القضيب والهدف من الجراحة الناجحة هو أن تدوم نتائجها طوال الحياة، بحيث يتكيف القضيب بشكل طبيعي مع النمو خلال مرحلة البلوغ.
مضاعفات عملية الإحليل السفلي
كما هو الحال مع أي عملية جراحية، قد تحدث بعض المضاعفات بعد إجراء عملية الإحليل السفلي، على الرغم من التقدم الكبير في تقنيات التخدير والمواد المستخدمة في الجراحة، مما رفع من معدلات نجاح هذه العمليات بشكل ملحوظ إلا أنه تظل هناك بعض المضاعفات المحتملة التي قد تواجه المرضى، ومنها:
- الناسور: يعد الناسور من أكثر المضاعفات شيوعًا بعد العملية يحدث عندما يتكون ثقب غير طبيعي على طول القضيب بعد إعادة تشكيل الفتحة البولية، مما يؤدي إلى تسرب البول، ويتطلب علاج الناسور إجراء جراحة تصحيحية، وعادة ما يجب الانتظار لمدة 6 أشهر بعد العملية الأولى قبل البدء في العلاج.
- ضيق الفتحة البولية: في بعض الحالات، قد تضيق الفتحة البولية الجديدة التي تم تكوينها خلال الجراحة قد تختفي هذه المشكلة من تلقاء نفسها، ولكن في حالات أخرى قد تحتاج إلى تدخل جراحي ويتم علاج الضيق فور تشخيصه، وقد يستمر العلاج لمدة تصل إلى 3 أشهر.
- انفتاح مجرى البول الجديد بالكامل: تعتبر هذه الحالة نادرة الحدوث، ولكن إذا حدثت، يجب الانتظار لمدة 6 أشهر قبل إجراء جراحة تصحيحية أخرى.
- استمرار الاعوجاج في القضيب: في بعض الحالات، قد يستمر انحناء القضيب بعد الجراحة بسبب عدم تصحيح الاعوجاج بالكامل أو نتيجة التئام الجلد بشكل غير مناسب أثناء فترة التعافي، مما يؤدي إلى تكون ندبات تؤثر على شكل القضيب.
اسئلة شائعة عن عملية الاحليل السفلي
هل يسبب الإحليل السفلي ألم؟
لا يسبب الإحليل السفلي أي ألم لطفلك، فهو حالة خلقية لا تؤثر على الشعور بالألم بشكل مباشر.
هل هناك علاج بديل للعملية الجراحية؟
للأسف، لا توجد طرق علاجية بديلة للجراحة في حالات الإحليل السفلي الجراحة هي الحل الوحيد لتصحيح هذا العيب الخلقي وضمان عمل القضيب بشكل طبيعي.
متى يجب التخطيط لإجراء عملية الإحليل السفلي؟
يختلف توقيت الجراحة بناءً على حالة الطفل ونوع الإحليل السفلي، لكن في الغالب يُمكن التخطيط لإجراء العملية بعد أن يتم الطفل 3 أشهر من العمر، مما يتيح للأطباء فرصة لإجراء التصحيح بشكل فعال وآمن.
متى سيعود قضيب الطفل إلى مظهره الطبيعي بعد الجراحة؟
على الرغم من أن فترة التعافي تختلف من طفل لآخر، إلا أن معظم الأطفال يعود مظهر قضيبهم إلى شكله الطبيعي في غضون 6 أشهر من الجراحة خلال هذه الفترة، يتمكن الجسم من الشفاء التام، ويستعيد القضيب وظيفته وشكله الطبيعي تدريجيًا.
في ختام هذا الدليل الشامل حول عملية الاحليل السفلي للأطفال، ندرك أن قرار إجراء الجراحة لطفلك قد يكون مقلقًا، لكن من خلال التقدم الطبي والتقنيات الحديثة، يمكن تجاوز هذا التحدي بنجاح. تحت إشراف أطباء متخصصين مثل دكتور خالد صلاح، يمكن لطفلك استعادة صحته ووظيفة قضيبه الطبيعية، مما يضمن له حياة صحية ومستقبل خالٍ من التعقيدات.